الفيلم الهولندى ليس اخر الحرب الصلبييه الجديده

لم تكد تنتهي أزمة الرسوم المسيئة للرسول التي اشتعلت عام ‮٥٠٠٢ ‬ثم تليها تصريحات بابا الفاتيكان البابا بنديكيت السادس عشر في المحاضرة التي ألقاها عام ‮٦٠٠٢ ‬في ألمانيا وتعرض فيها بالإهانة للإسلام حتي نفاجأ هذه الأيام بإنتاج فيلم أعده النائب الهولندي جريت فيلدرز أعلن بنفسه أن الفيلم يصف القرآن بأنه كتاب فاشي‮ ‬ويشمل عدة لقطات تستغرق مشاهدتها وقتا أطول من قراءة الكاريكاتير الذي أساء للإسلام عام ‮٥٠٠٢.‬
وتتيح تقنيات الفيلم عرض اساءات فجة تنتهي بحرق المصحف في مشهد يدعو للاستفزاز ورغم ذلك فإن مسلمي هولندا والبالغ‮ ‬عددهم مليون مسلم استعدوا لهذا العرض بفتح ابواب المساجد طوال اليوم الذي سيعرض فيه الفيلم لغير المسلمين لتوضيح صورة الإسلام وعقد ممثلو المساجد اجتماعات متواصلة وانضمت إليهم منظمات هولندية وحوالي ‮٠٣ ‬شخصية بارزة من منظمة‮ '‬دي سيركل فان امستردام‮' ‬ناشدوا عدم عرض الفيلم وقالوا في رسالة لهم إن مثل هذه الاساءات تصب في صالح المنظمات المتطرفة والإرهابية ورغم رد الفعل الهادئ من الهولنديين المسلمين فإن مشاعر الغضب في أقطار العالم الإسلامي الأخري بدأت تشتعل ذلك أن الظروف والبيئة السياسية التي يعيش فيها الطرفان - المسلمون الأوربيون والمسلمون في المنطقة العربية - ‬تختلف جذريا‮.. ‬حيث إن الحكومة الهولندية لم تخف قلقها من تكرار سيناريوالرسوم الدنماركية ومع ذلك لم تتخذ أي إجراء لوقف الفيلم‮.‬
إن الفيلم كما أعرب وزراء الاتحاد الأوربي حسب ما نشرته الوكالات العالمية سيزيد حدة التوتر في العالم الإسلامي إذا نفذ النائب الهولندي مشروعه وأذاع الفيلم‮. ‬ومن هنا فإن عرض مثل هذا الفيلم أو‮ ‬غيره من كافة أشكال الاساءة للإسلام‮.. ‬والتي يصنعها أوربيون لا تدل علي شيء سوي انها تهدف إلي صناعة الفتنة بين الإسلام والغرب في صورته الدينية المسيحية واشعال الحرب الصليبية الجديدة والتي‮ ‬يبدؤها دوما الغرب حتي لو وصلوا إلي قمة الحضارة‮.‬